ذات مرة في قرية نائية، كانت هناك عائلة لديها سبعة أطفال، جميعهم من الذكور. لكن الوالدين يرجوان أن يكون المولود المرتقب فتاة. كان هؤلاء الأطفال يتابعون دراستهم في مدرسة محلية تقليدية. وفي المنزل، كانت الأم وخادمتها تقومان بالأعمال المنزلية، بينما كان رب الأسرة تاجرًا دائمًا في حالة تنقل. عند دخوله المنزل مرة، ألم به مرض خطير ما لبث أن فاضت روحه، بعد أن ترك زوجته حاملاً. بعد فقدانهم لوالدهم، ترك الأطفال قريتهم مرتحلين إلى بلدة آخرى بحثا عن مناهل المعرفة، وسؤالهم لوالدتهم عما إذا كانت ستنجب فتاة فترسل شخصًا يضرب على الدف أما إذا أنجبت ولدا، أبلغهم هذا الرسول بالضرب على الطبل. وبعد وقت وجيز، أنجبت الأم فتاة؛ ولتتخلص الخادمة من الإخوة، أرسلت شخصًا يقرع الطبل رمزًا للمولود الذكر. وعند سماعهم قرع الطبل اعتقدوا أن والدتهم أنجبت أخا لهم، وهكذا انتقلوا إلى مكان آخر لأن الخادمة كادت لهم. ومرت الأيام بسرعة، كبرت الفتاة الصغيرة التي تدعى فاتي، ثم دخلت المدرسة التقليدية في الحي الذي تسكنه، وكان زملاؤها يلقبونها بـ فاتي بلا إخوة. كانت غالبا ما تعود إلى بيتها وهي باكية العين فتواسيها والدتها. ذات يوم، قررت والدتها أن تحكي لها قصة أشقائها، لكن الفتاة الصغيرة لما عرفت القصة أصرت على السفر لرؤية إخوتها. وهكذا جهزت الأم ابنتها للسفر مع الخادمة التي سوف تعتني بها خلال الطريق؛ ثم بدأت الاثنتان رحلتهما. ولحماية ابنتها ولو لوقت معين، قامت الأم بتثبيت قوقعتين في ذيل الحصان، تؤديان دوركل من الأب والأم واللتين، من وقت لآخر، تستجيبان لطلبات فاتي. على طول طريق جبلي، طلبت الخادمة من الفتاة تركها تركب لأنها تعبت: انزلي ودعيني أركب، اتصلت فاتي في الحال بأبيها ليحميها أبي! أبعد عني هذه الخادمة!، فتدخلت القوقعة التي تؤدي دور الأب ناهرة الخادمة: اتركي فاتي أيتها الخادمة القذرة، غير أن هذه الأخيرة عرفت مصدر الصوت فرمت بالقوقعة التي دافعت عن الفتاة بعيدا. وبعد سير طويل، شعرت الخادمة بالتعب وطلبت من الفتاة مرة أخرى السماح لها بالركوب، لكن فاتي الصغيرة رفضت طلبها واتصلت بوالدها، لكن القوقعة التي دافعت عن الفتاة والتي ظلت تؤدي دور الأب خلال الطريق ابعدت من طرف الخادمة منذ فترة وجيزة. ثم اتصلت فاتي بوالدتها للدفاع عنها، ردت القوقعة التي تؤدي دور ألأم للدفاع عن الفتاة اتركي الفتاة أيتها الخادمة القذرة! اكتشفت هذه الأخيرة مصدر الصوت فأبعد القوقعة التي تلعب دور الأم كذلك. وفي هذه الأثناء خلا الجو للخادمة، وأصبحت فاتي بدون حماية، وهكذا أجبرتها الخادمة على النزول، وامتطت هذه الأخيرة الحصان بدورها. كانت فاتي بيضاء البشرة، بينما كانت بشرة الخادمة سمراء. جلبت هذه الأخيرة معها كرتي اللون إحداهما بيضاء والأخرى سوداء تغيران لون البشرة كلما لمستاه؛ فضربت فاتي بالكرة السوداء وضربت نفسها بالكرة البيضاء. ولما وصلت الفتاتان عند إخوة فاتي، ظن هؤلاء أن الخادمة أختهما؛ فاستقبلوها بحفاوة وترحاب، وسألوها عن حال والدتهم، والخادمة تجيب بكل مكر كأنها أختهم. لكن من وقت لآخر، يسمع الأخوة الحيوانات الأليفة تردد هذه العبارة أختكم هي الخادمة! أختكم هي الخادمة!